هل قال لك أحدهم : معقولة فلان وفلان وفلان كلهم على خطأ
وأنت وحدك الصح !
إذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم أنه عرض عليك لتشرب من الكأس ؟
عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز
وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وأنت في محلك ..
هل يتوقف طموحك .. وتقلل انجازك .. وتشرب الكأس ؟
أحيانا يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع ..
مرت طفله صغيره مع أمها على شاحنه محشورة في نفق ...
ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق ..
قالت الطفلة لأمها ..
أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !
استنكرت الأم وردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة !
ولم تعط أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..
تقدمت الطفلة لضابط المطافئ :
سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر !
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة
وعندما استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها
كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير ... !
وأحيانا لا يكتشف الناس الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد .. غاليلوا الذي اثبت أن الأرض كروية
لم يصدقه احد وسجن حتى مات !
وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم انه الأرض كروية بالفعل
وان غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.
ولكن هل بالضرورة الانفراد بـ الرأي أو العناد هو التصرف الأسلم باستمرار !
كاتب مغمور اكثر على الناس بكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس
ليكتشف بعد سنوات انه كل كتاباته كانت
ضربا من الهراء!
كم تمنى هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حتى ابتلت عروقه!
إذن ما هو الحل... هل نشرب من الكأس او لا نشرب ؟
دعونا نحلل الموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة
رأي فردي مقابل رأي جماعي
منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة
قد تقول اذن لا اشرب الكأس ... لحظه ! في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي
أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي
إذن تقول نشرب الكأس .. تمهل قليلا ! من يضمن أنه في هذه اللحظة
وفي هذه القضية كانت نسبة الصواب في صالحك
أعرف أن الأمر محير
إذا عرض عليك الكأس ..
هل تفضل ان تكون مجنونا مع الناس وتشرب منه !أو تكون عاقلا وتمتنع من الشرب؟؟